لم يكن يوم الجمعة الواقع في السادس من شهر أيلول يوما عاديا على أهالي مدينة جنين خاصة والحي الشرقي خاصة، فقد قامت القوات الصهيونية الخاصة بعملية اغتيال جبانة وتصفية لمجاهدين فلسطينيين من المدينة .....
بعد أن اعتقلتهما وقامت بإطلاق النار على رأسيهما وهما أعزلين وتركت دمائهم تنزف حتى ارتقيا شهداء وهم عراة.
الأقدام وتفيد تفاصيل الجريمة الصهيونية :
انه في تمام الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة وبعد اقل من ربع ساعة من دخول القسامي كامل خالد السيلاوي (23عاما) وصهره سمير عمر قنديل(32عاما) من كتائب شهداء الأقصى، إلى منزل حكمت قنديل ليأخذا قسطا من الراحة، سمعا أصوات غريبة، فالقوات الصهيونية تقوم بتفتيش المنزل المجاور خطأَ لاعتقادهم أن الشابان تواجدا فيه، وما أن تيقن المجاهدان حقيقة هذه الأصوات، غادر سمير المنزل وتبعه
كامل بعد وقت قصير، ولدى خروج سمير فوجئ بوجود القوات الخاصة الصهيونية التي طلبت منه التوقف، إلا انه رفض فقامت بإطلاق النار عليه فأصابته في رجله سقط على اثرها أرضا، وكذلك كامل الذي تبع قنديل مباشرة، وكان في تلك اللحظة كامل مصابا بشظايا في وجهه والتي أصيب بها ليلة الاغتيال، فقامت القوات الصهيونية بطلب هوياتهما، وبعد أن تأكدت من هويتهما وأعادتهما إلى سمير، طلبت منهما وهما جرحى في رجليهما، الاستلقاء على ظهرهما أرضا، لتوجه رشاشاتها نحو رؤوس المجاهدين، وتطلق النار على أنحاء مختلفة من أجسادهم بدم بادر، وقد شوهدت رصاصة بوجه كل منهما كما شوهد بعض الرصاص في أنحاء متفرقة من أجسامها وكانت جثامينهم التي تركت ملقاة على الأرض عارية القدمين. لتطوي الشهادة صفحة ناصعة جديدة من صفحات الجهاد القسامي في محافظة جنين ويلحق الشهيد القسامي كامل خالد السيلاوي برفيق دربة من كتائب شهداء الأقصى محمد حاتم العط الذي سبقه بأقل من شهر بعد أن أصيب برصاصة قاتلة على أطراف الحي اثنا تصديه لاقتحام القوات الصهيونية الحي.
المولد والنشأة:
ولد الشهيد القسامي كامل في 27/8/1980 لأسرة تنحدر من عشرات السنين من بلدة سيلة الظهر قضاء جنين عرفت بجهادها ومثابرتها في طلب الشهادة ، فشقيقه الأكبر والوحيد أسامة ما زال يقبع في سجون الاحتلال في سجن عسقلان منذ عام93 بعد أن حكمت عليه المحكمة الصهيونية بأربع مؤبدات لاتهامه بقتل صهاينة وعملاء للصهاينة اثنا اندلاع الانتفاضة الأولى أضيفت لها 55 عاما بعد أن رفض أسامة طلب الرحمة من المحكمة وخاطب القاضي بأنني لن اطلب من مجرمين يقطر الدماء من أيديهم الرحمة بل اطلبها فقط من الله الذي ادعوه أن يريحنا منكم، كذلك جدته لوالدته استشهدت بعد أن فتحت القوات الصهيونية النار عليها وعلى مجموعة من النسوة في منطقة المراح في مدينة جنين عام 1948.
لم يكن كامل في الانتفاضة الأولى قد بلغ من العمر ما يسمح له بحمل السلاح، فلم يكن يتجاوز العشر سنوات، إلا انه ولما بلغ اشده اتجه مباشرة إلى جهاز الشرطة في محافظة، ليكون أحد أعضائه ليتدرب على حمل واستعماله، لينخرط في المقاومة الشعبية المشكلة في المدينة من قبل كل الفصائل العسكرية المسلحة التي ذابت في بوتقة واحدة تحت راية لا اله إلا الله محمد رسول الله لحماية ودحر الاحتلال، فقد شكل الشهيد كامل السيلاوي مع الشهيد محمد حاتم العط من كتائب شهداء الأقصى ثنائي جهادي متين كان مضرب المثل في الوحدة الوطنية، ويدا صلبة في ضرب الدبابات الصهيونية التي كانت تطالها عبواتهم الناسفة فقد كانا من امهر زارعي العبوات في المنطقة وفي المكان والزمان المناسبين لذلك.
لم يكن الشهيد القسامي كامل خالد سيلاوي من النوع الثرثار الذي يحاول إبراز بطولاته، لدرجة ان والده يعرف عنه شيئا مما يقوم به مع الشبان،حتى انه لم يكن يعرف انه ينتمي لكتائب الشهيد عز الدين القسام، لذلك لم نستطع التعرف على جهاد كامل إلا من بعض رفاقه، فقد أكدوا لنا أن الشهيد كان من السباقين بفتح جبهة اشتباكات واسعة مع القوات الصهيونية في الحي القديم من مدينة جنين (السياط)
أثناء قيام الفوات الصهيونية بمحاولة اقتحام المخيم في عملية السور الواقي، وكان من بين المجموعة التي ألقت العبوة الناسفة على الدبابة الصهيونية في وسط المدينة قبل ما يقارب الشهرين والتي أدت لسقوط الرشاش من نوع ( الجليلون ) عن ظهر الدبابة ليغنمه المجاهدون، وقد أكد لنا من رافقوه في جهاده أن مدينة جنين من شرقها إلى غربها كانت ساحة صولاته وجولاته، فقد كان من بين المجموعة التي كمنت لجيب عسكري شمال المدينة رب مصنع حداد قبل اشهر، مما أدى إلى انقلاب الجيب وإصابة من فيه، وفي اشتباك مسلح أبلي في المجاهد القسامي كامل وتوأمه الجهادي الشهيد محمد العط بلاء حسنا، كانت بصماتهم واضحة بعد أن كمنا لجيب عسكري قرب دوار الشهيد يحيى عياش غرب المدينة مما أدى إلى إصابة جنديين صهيونية بجراح ما بين متوسطة وخطيرة ليعود المجاهدين إلى قواعدهم سالمين، ورغم أن الشهادة والاستشهاد كانت من اكثر الكلمات التي كانت يداعب بها الشهيد كامل
نفسه إلا انه لم يكن ينسى أن يذكِّر إخوانه من المجاهدين بضرورة تقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى والمحافظة على الصلاة حتى يكون جهادنا خالصا لوجهه، وقد أكد لنا أحد زملائه أن سورة الكهف كانت من اكثر السور التي كان الشهيد يحب قراءتها، بصوته الندي العذب. كان حب الجهاد والمقاومة قد ملأ على الشهيد أيامه وحياته، إلا أن استشهاد توأمه الجهادي الشهيد محمد حاتم العط قبل شهر تقريبا،
كان من ابرز الحوادث التي قلبت كيان حياته رأسا على عقب، فلم تعد الابتسامة تداعب شفتيه، ولم تعد النكتة تعرف مخرجها من فمه، ولم يكن همه إلا اللحاق برفيق دربه العط ، فقد سمع من أحد إخوانه انهم راغبون بعمل نصب تذكاري لشهداء الحي، فبادر سريعا بالطلب بأن يُترك مكانا صغيرا يتسع لاسمه، وفي ليلة الاستشهاد اقتربت منه الشهادة لدرجة كبيرة إلا أنها لم تصبه، فقد اشتبك مع القوات الصهيونية اشتباك ضاري لينتقم للشهيد العط ، وكادت رصاصة أن تستقر في قلبه إلا أن الرصاصة استقرت في سلاحه من نزع (ام 16) التي غطت منطقة الصدر، ليصاب بالشظايا في وجهه وكان ذلك في الساعة التاسعة تقريبا من ليلة الاستشهاد، إلا أن هذا الموعد لم يكن موعده مع الشهادة، بل بقي له سبع ساعات أخرى من الحياة ففي تمام الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة، هو الموعد الذي مدت فيه الحور يدها لتمسك يد عريسها مرتقيا إلى الجنان بعد حياة حافلة بالجهاد مع الشهيد سمير عمر قنديل من كتائب شهداء الأقصى الذين استشهدا سويا ليلحقا برفيق درب جهادهم الشهيد محمد العط، بعد أن قامت القوات الصهيونية الخاصة بتصفيتهما بعد أن اعتقلتهما في الحي الشرقي من المدينة