قصصالشهيد عيسى عطية بركة

وقف اهالى بلدة عبسان الجديدة شرق محافظة خانيونس يستطلعون الاخبار ويستفسرون حول نبأ حادثة الاغتيال البشعة التي نفذتها طائرات الموت الامريكي (الاباتشي ) بحقد صهيوني ظهر يوم الخميس الموافق 26/9/2002م في غزة …

والتي راح ضحيتها شهيدين ولم يكن في الحسبان ولم يتصور احد ان احد هؤلاء الشهيدين هو الشهيد عيسى عطية سالم بركه ابن البلدة والتي تقع شرق محافظة خانيونس وما ان اذيع الخبر وتاكد حتى هرع اهالى القرية الى منزل الشهيد مستنكرين ما حدث ومواسين ومهنئين ووقف والد الشهيد بكل رباطة جاش وصبر واحتساب يتلقى التهاني بالتبريكات بعرس الشهيد الذي اختاره الله الى جواره مع النبيين والصديقين وقال :" انا لله وانا اليه راجعون ونحتسبه عند الله شهيدا واستنكر والد الشهيد بدور المجزرة البشعة التي تعرض لها نجله منوها الى ان ابنه كان يعمل قبل اسبوعين داخل الخط الاخضر وتوقف عن العمل منذ انتهاء تصريح العمل الخاص به لحين صدور تصريح جديد "..…
مولده ونشأته
ولد الشهيد البطل عيسى عطية سالم بركه (32عاما ) عام 1972م لاسرة فلسطينية مجاهدة تسكن بلدة عبسان الجديدة –حي ابو عنزة - شرق محافظة خانيونس ..متزوج وله من الابناء ستة ثلاثة ذكور وهم محمد وعبدالله وعبد الرحمن وثلاثة اناث وهن فاطمة وسارة ونسرين .. عاش عيسى في اسرة محافظة تحافظ على عاداتها وتقاليدها واسلامها … وكان عيسى يحب ان يحيا حياة كريمة وكان يعمل ميكانيكيا … وكان يتصف بالاخلاق الحميدة … كان ملتزما بالصلاة ويحافظ عليها … ويشهد له الجميع بحسن الخلق والالتزام بالصلاة … كما كان شهيدنا هادئ الطباع كثير التامل والتفكير الامر الذي جعله –اضافة الى التزامه وتدينه –يحظى بمحبة كل من عرفه حيث اكتسب حبهم وودهم …
جريمة اغتيال بشعة
بينما كان عيسى برفقة رفيق دربه عبد الرحمن يقودا سيارة في شارع الجلاء بالقرب من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة …في تمام الساعة الثانية والثلث بعد ظهر يوم الخميس الموافق 26/9/2002م … واذا بطائرتين صهيونيتين من نوع اباتشي تقصفا السيارة بصاروخين متتاليين اصابتهما مباشرة … حولت السيارة بمن فيها الى كتلة من لهب ونار … وبعدما افاق السكان على هول المنظر …. واطفاوا النيران المشتعلة … وجدوا اشلاء الشهيدين …. وقد تطايرت في المكان واخذوا يجمعون اشلاءهم المتفحمة والتي تناثرت هنا وهناك … ولم يتعرف احد على جثمان الشهيدين والتي طمست معالمهما بالكامل…
نجاة الضيف
وتعقيبا على مجزرة الاغتيال البشعة اكد د/عبد العزيز الرنتيسي المسؤول البارز في حركة المقاومة الاسلامية حماس ان الهجوم ربما قد استهدف محمد الضيف احد ابرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة … و لكنه نجا منها لانه لم يكن في السيارة .. و قال الرنتيسي ان الشهيدين عيسى بركه و عبد الرحمن حمدان اللذان استشهدا في عملية الاغتيال هما اعضاء في الجناح العسكري لحماس " … و أن محمد الضيف لم يكن في السيارة .. و هو بخير و لم يمس باذي .. و اضاف المسؤول في حماس " اؤكد و اطمئن الامة العربية و الاسلامية بأن محمد الضيف بخير … و لم يمس بأذى متوعدا برد مزلزل علي عملية الاغتيال .. و قال " هذه عملية ارهابية صهيونية بغطاء ارهابي صليبي " …و قال " هذا الحقد الصهيوني لن يمر دون عقاب و علي الاحتلال ان ينتظر الرد السريع و القوي المزلزل.. و رد حماس كما عودت الشعب الفلسطيني لا تفرط بقطرة دم فلسطينية ".
ارهاب اعمى
من ناحيته عقب اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس علي عملية الاغتيال بقوله :" ان ما تقوم به قوات الاحتلال هو إرهاب أعمى و قتل من اجل القتل يهدف إلى كسر ارادة الشعب الفلسطيني … و فرض الاستسلام علي الشعب الفلسطيني … و اضاف هنية " يعتقد الاحتلال واهما ان هذه المجازر سوف توهن من ارادة شعبنا و تضعفه و تدفعه لانهاء مقاومته " … مشددا ان هذه العمليات سوف تدفع الشعب الفلسطيني للدفاع عن شعبه و الرد علي هذه المجازر و المضي في الانتفاضة " .
نعلن استمرار جهادنا
و قالت كتائب القسام في بيان أصدرته عقب محاولة الاغتيال ان اثنين من عناصرها استشهدا و هما عبد الرحيم اسماعيل حمدان 40 عاما .. و عيسى عطية سالم بركة 35 عاما … و هما من نشطاء الجناح العسكري للحركة و مرافقيه … و اضاف بيان القسام قائلا " ها هي دولة البغي تضرب بالطائرات و تدمر البيوت بالدبابات و تقصف الأمنيين و نحن إزاء ذلك نعلن استمرار جهادنا حتى دحر العدو من بلادنا المغتصبة " و قال " لم تتحرر الشعوب و لم تستقل إلا عبر البنادق المشرعة فهل كنا بدعا من الأمم " …و توعدت الكتائب بمواصلة المقاومة حتى تحرير فلسطين كاملة معاهدة الشعب الفلسطيني و الامة العربية و الاسلامية بالاستمرار في طريق الجهاد مع مرور الانتفاضة عامها الثالث .
وتبقى الجذور
رحل شهيدنا عيسى …. لكن ذكراه لم ترحل … ودعناه بعيون دامعة … ولكنه ودعنا ببسمة شافية لم نر جسده المتناثر الاجزاء …. ولكن عين الرضا تحرسه من السماء …. وحور العين تناديه ان اقبل هنيئا لك الشهادة … يا من زرعت نفسك سنبلة جهاد وعز وفخار … في ارض بيت المقدس وبقتلك … لم يقتلوا فينا العزة والشموخ ..
تركتنا وانت تحمل رسالة للاعداء … وانت تقول
يا ال اسرائيل لا ياخذكم الغرور
عقارب الساعة ان توقفت لا بد ان تدور
ان اغتصاب الارض لا يخيفنا
فالريش قد يسقط عن اجنحة النسور
والعطش الطويل لا يخيفنا
فالماء يبقى دائما في باطن الصخور
قطعتم الاشجار من رؤوسها
وظلت الجذور ….

مشكوووووووووووور