تاريخ الاستشهاد : 30 - 06 -2002
بعد خمسة اعوام من المطاردة لقن خلالها هذا القائد القسامي الصهاينة الدرس تلو الدرس كتب الله له ان يترجل وان يلتحق بمن احب في جنات خلد عند عزيز مقتدر ، لقد طويت اليوم صفحة جديدة من صفحات المجد القسامية كان بطلها قائد مميز استحق بحق ذاك اللقب الذي عرفه به اهل نابلس " المهندس رقم 4 " بعد المهندسين الثلاثة الذين سبقوه
الشهيد المهندس يحيى عياش والشهيد المهندس محيي الدين الشريف والشهيد المهندس ايمن حلاوة ، فلقب بالمهندس رقم اربعة ، رغم ان الثلاثة السابقين قد درسوا حقيقة الهندسة الكهربائية ، في حين ان مهندا التحق بكلية الشريعة في جامعة النجاح ، الا ان ابداعه اللامحدود في العمل العسكري القسامي جعله يستحق هذا اللقب الرفيع .
موطن القساميون...
الشهيد القسامي مهندالطاهر ذو ال29 ربيعا ، ينحدر من خلة العامود في مدينة نابلس موطن عدد من خيرة ابناء القسام امثال المعتقل القسامي عمار الزبن ، و يعتبر من القساميين المخضرمين في الضفة الغربية ، فهو قسامي بدء عمله في كتائب القسام في العام 1997 مع ثلة من القادة القساميين البارزين مثل الشهيد القائد محمود ابوهنود والشهيد القائد يوسف السوركجي و..........، وعمل كذلك مع ذات الوجوه وغيرها في ظل انتفاضة الاقصى على طول 21 شهرا من عمر انتفاضة الاقصى ، فقد بدء عمله في كتائب القسام بعمليات استشهادية في مدينة القدس "عمليات محني يهودا 97 " وختم عمله في كتائب القسام بعملية استشهادية في القدس قبل نحو اسبوع نفذها الاستشهادي محمد الغول وقتل خلالها 19 صهيونيا ، فكانت القدس الهدف الذي لا يفارق قلبه ، لقد كان شهر اب من العام 1997 ومهند الطاهر يقود سيارة في حي رفيديا في نابلس بداخلها ثلاثة من استشهادي كتائب القسام من بلدة عصيرة الشمالية ،وكان التوقف امام فندق القصر في حي رفيديا حيث القائد محمود ابوهنود ومهند الطاهر وغيرهم من قادة القسام يودعون الاستشهاديين الثلاثة الذين شقوا طريقهم بعد ذلك الى شارع بن يهودا في القدس ليقتلوا 17 من الصهاينة ويجرحوا المئات ، وقبلها عملية في سوق محني يهودا نفذها استشهاديان من نفس الخلية قتل خلالها 11 صهيونيا وجرح 150 اخرون ، وما ان هزت تلك الانفجارات الصهاينة حتى كان هؤلاء القساميون بين فكي كماشة ، الاجهزة الامنية الفلسطينية من جهة والصهيونية من جهةاخرى ، فوقع مهند بين يدي جهازالامن الوقائي الذي اقتاده الى سجن اريحا او ما يعرف بمسلخ اريحا ، واخضعه لتحقيق قاس جاوزالسبعين يوما نقل بعدها بعدة اشهر الى سجن جنيد في مدينة نابلس والذي مكث فيه نحو ثلاثة سنوات في الاعتقال السياسي الى ان من الله عليه بالفرج اثر اندلاع انتفاضة الاقصى مع مئات المعتقلين السياسيين الاخرين، لقد كانت فترة الاعتقال السياسي فترة قاسية على هذا المجاهد نفذ خلالها ورفاقه اكثر من عملية اضراب عن الطعام استمرت احداها 36 يوما متواصلة مطالبين بالافراج عنهم ومحاولين تحقيق طلب الاستمرار في دراستهم اثناء الاعتقال ، الى ان شاء الله له الفرج ليعود للعمل مع ذات القساميين الذين عمل معهم قبل الاعتقال ،يوسف السوركجي ، نسيم ابو الروس ، جاسر سمارو ، محمود ابو هنود ، طاهر جرارعة ، ..........ليكتب الله لهم ولغيرهم الشهادة على فترات متعاقبة ، وليثقل الحمل على مهند ، وها هو شهر تشرين الثاني من العام الماضي والذي كان فيه اغتيال القائد محمود ابوهنود ورفيقيه ايمن ومامون حشايكة ، وكان الرد القسامي ملزم ، وشهدت القدس سلسلة عمليات قسامية ،لم تكن في نظر الناس سوى عمليات ثار قسامية معتادة ، ولكنها كانت تعني حين خطط لها من قبل مهند الطاهر ورفاقه رموزا اخرى ، فاختيار الموقع لم يكن صدفة ، انه شارع بنيهودا ، ذاك الشارع الذي يعرف الصهاينة حكايته من الفها الى يائها مع ابو هنود والطاهر والسوركجي وغيرهم من القساميين ، فقد ارتاى هؤلاء القساميون حينها ان يكون الرد على اغتيال ابي هنود في ذات المكان الذي ضرب فيه ابوهنود ضربته الموجعة للصهاينة في العام 1997 ، وكان على الصهاينة حينها ان يدركوا فحوى هذه الرسالة جيدا ، وبقي اسم مهند الطاهر يتعالى حتى غدا هتافا يردده الناس في مسيراتهم مناشدين مهند الطاهر ان يرد الصاع صاعين للصهاينة عقب كل عملية اغتيال ، وكانت عملة القدس الاخيرة في جيلو والتي حصدت 19 من الصهاينة وكان واضحا عليها بصمات مهند الطاهر الذي عجزت عملية السور الواقي عن القضاء عليه ، ليكتب الله له بعدها ان يختم حياته الجهادية ليقول للصهاينة ان من خلفي جيلا جديدا من القساميين تعرفون بعضهم وكثير منهم لا تعرفون سيلقونكم الدرس القادم وسيثارون لدمائي واخواني ، لقد سئمت حياتكم وتاقت روحي للقاء سيل من الاحبة باعدت بيننا وبينهم هذه الحياة الدنيا .