المقدمة
في الرابع والعشرين من تموز لعام 1971 فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) والثورة الفلسطينية، وفقدت التحرر العربية، واحداً من خيرة رجالاتها، ومن ابرز مناضليها هو القائد الرمز ممدوح صيدم ( ابو صبري)، الذي ساهم في تأسيس تجربة الكفاح المسلح، والذي عمل مع اخوانه رجال الرعيل الاول على بناء القواعد الارتكازية المسلحة، التي اعادت للشعب الفلسطيني هويته وشخصيته الوطنية، واضاءت في روح الامة شعلة المقاومة والصمود والشعور بالعزة القومية.
كان الشهيد ابو صبري مناضلاً طليعياً، وتحلى منذ شبابه المبكر بالسجايا الوطنية التي اهلته ليكون قائداً طلابياً ثم سياسياً وعسكرياً، واكتسب الخبرة العالية من خلال دراسته في الكليات العسكرية في كل من الجزائر والصين الشعبية، ومن خلال تجربته الميدانية، ومن خلال ممارسته الثورية، وعبوره مع الدوريات الاولى الى ارض الوطن مسطراً الملاحم البطولية .
كان الشهيد ابو صبري نموذجاً للمناضل الذي ينكر ذاته ويغلب مصلحة الوطن والقضية على مصالحه الخاصة، ويتمسك بالمسلكية الثورية وقواعدها، ويتحلى بقوة الارادة والشجاعة .
شهد الوقائع والمعارك الكبرى التي خاضتها قوات الاحتلال الاسرائيلية، وقاد بنفسه العديد من العمليات، ومن ابرزها عملية بيت فوريك، كما كان احد الابطال الذين صنعوا ملحمة معركة الكرامة المجيدة، كما قاد قوات الثورة الفلسطينية في احراش عجلون .
ان مكتب الشؤون الفكرية والدراسات اذ يصدر هذا الكتاب بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على رحيل هذا القائد الطبل، للاجيال الجديدة من ابناء حركتنا وابناء شعبنا،ملامح من سيرة وتاريخ مناضل سيظل امثولة ونموذجاَ لكل المناضلين الشرفاء، امثولة تحفزنا لمواصلة الصمود، ومواصلة النضال من اجل استكمال الحصول على حقوقنا كاملة، وعلى رأس هذه الحقوق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
الشهيد ابو صبري من شهدائنا يضيئون لنا الدرب، وبمدون مسيرتنا بكل اسباب القوة .
ان مكتب الشؤون الفكرية والدراسات اذ يحيي ذكرى قائد بارز يؤكد على التزامه بتسجيل تاريخناالناصع وتجربتنا الرائدة، خاصة بعد عودتنا الى رض الوطن، ويؤكد على ان هذه التجرية لن تضيع،وانما ستبقى مادة حية تنهل منها الاجيال، وتستخلص من سفرها الدروس. وعهداً للشهيد ابو صبري، ولكل شهداء القضية الفلسطينية وشهداء الامة العربية، ان تبقى الشعلة التي اضاؤوها بدمائهم متقدة الى ان يبزغ نور هذا الفجر العنيد .