سؤال اليوم - لماذا لا تفرج حماس عن اوراقي ؟ عمر حلمي الغول

منذ ان اختطفتني قيادة الانقلاب الحمساوي في غزة فجر الرابع من كانون اول2007 ، واختطفت اوراقي ووثائقي (وهي عبارة عن الشهادات الدراسية لاولادي وغيرها من الوثائق الخاصة، فضلا عن مقالاتي) وسلاحي الشخصي واجهزة كمبيوتر عدد (2)؟ منذ ذلك التاريخ، وحتى اللحظة الراهنة لم تفرج عنها، رغم انني اخذت وعدا قبل خروجي من معتقلات الانقلاب، التي قضيت فيها مدة خمسين يوماً، من الجهات المعنية، بالافراج عنها.
ومع ذلك كلفت رسمياً مؤسسة الميزان لمتابعة الافراج عما تم اختطافه من منزلي الكائن في حي تل الهوى بمدينة غزة. كما اتصلت بعدد من قادة العمل السياسي وتحديداً من الجبهة الشعبية، وحركة الجهاد لمتابعة الامر مع قيادة حماس في غزه لانهاء عملية الاختطاف للوثائق. ولكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، ولا اعرف سبباً وجيهاً ومقنعاً لذلك، اذ ان استمرار الاحتفاظ بالوثائق وبأجهزة الكمبيوتر والسلاح الشخصي يعكس فقر حال سياسات قادة الانقلاب.
والسؤال الذي يطرح نفسه على المعنيين او المؤسسة الامنية التي قامت بعملية الاختطاف هل تستفيد من الاحتفاظ بالوثائق الخاصة بي؟ هل لديهم نقص في اجهزة الكمبيوتر؟ أولم يستولوا على مئات بل الاف القطع من السلاح، فضلا عن القطع التي يستولون عليها كل يوم من ابناء الشعب الفلسطيني في القطاع ؟!
أي مراقب عقلاني يدقق في الامر يكتشف هشاشة السياسات المتبعة في اوساط الانقلابيين، لانها لا تخدمهم ولا تفيدهم لا من قريب او بعيد. وتعزز النفور والحقد عليهم في اوساط المواطنين، وتزيد من عزلتهم. وتعمق السلوكيات الخاطئة، التي لا تنم عن أي احساس بالمسؤولية، ثم من قال ان الاحتفاظ بالشهادات المدرسية والجامعية والوثائق الخاصة لهذا الانسان او ذاك واجهزة الكمبيوتر تفيد قادة الانقلاب؟ ولماذا حتى الان يحتفظون بها، بعد مضي ثمانية شهور تقريبا؟ اين هي الحكمة والشجاعة في ذلك ؟ وهل هذه السياسة يمكن لها ليّ مواقف اصحاب الرؤى الواضحة والمحددة من الانقلاب؟
يخطئ كثيراً قادة حماس اذا افترضوا ان الاحتفاظ بالوثائق سيثني المرء عن مواقفه المتناقضة مع خيارهم، ويخطئون اكثر حال استمروا في الاحتفاظ بالوثائق وحاجياتي وبقيت مختطفة عندهم، اذا افترضوا انها تقدم خدمة او فائدة لهم. لذا من موقع المتمسك بموقفه المتناقض مع الانقلاب وقيادته، والرافض لمبدأ الانقلاب على الشرعية، والداعي والمتمسك بخيار الوحدة الوطنية، وعودة اللحمة للشعب والقضية والمشروع الوطني وللنظام السياسي التعددي. انني ادعو قيادة الانقلاب لانهاء عملية الاختطاف والكف عن هكذا سياسة... فهل يتعظ البعض منهم ويسعى جاداً للافراج عن الوثائق الخاصة بي واجهزة الكمبيوتر وسلاحي الشخصي وينهوا مهزلة العبث؟