رصيد داخلية غزة من نسخ دفاتر الجوازات صفر .
- نطالب بتحييد العمل المؤسساتي عن المناكفات والتجاذبات السياسية .
- عدد المواطنين الذين لا يملكون رقم وطني فلسطيني (هوية ) في قطاع غزة 23 ألف مواطن، تم حصول 7500 موافقة منهم على لم شمل فقط .
- الحصار لن يكسرنا حتى لو جلسنا على الأرض وافترشناها وبدأنا ننجز معاملات المواطنين أرضا.
- نحن نتعامل بسياسة الباب المفتوح وليس لدينا أي باب موصد، والمواطن صاحب العلاقة دائما على حق
غزة – فلسطين الآن – في إطار سعيها المتواصل وعملها الدؤوب لخدمة المواطن ولجسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقها.. أجرى المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية هذه المقابلة مع مدير عام داخلية غزة الأستاذ عاهد حمادة ليحدثنا عنها كونها مسئولة عن المواطن الفلسطيني من مولده حتى وفاته من شهادات ميلاد ووفاة وجوازات سفر وبطاقات هوية ... والأصعب الظروف غير الاعتيادية التى يمر بها الشعب الفلسطيني لاسيما الحصار والإمكانات البسيطة .
** بداية لو تعطينا نبذة عن طبيعة عملكم واهم المهام المنوطة بكم ؟
بالنسبة لمهام مديرية داخلية غزة مهام عديدة و حساسة لأنها تخص المواطن مباشرة وداخلية غزة مسئولة عن ما يقارب من 750 – 800 ألف مواطن من مولدهم و حتى وفاتهم بمعنى أنها مسئولة عن استخراج شهادات الميلاد والوفاة، بطاقة الهوية، وكل ما يستلزم لذلك من زواج أو طلاق وما يتبعها من معاملات لدائرة الجوازات والأحوال المدنية والشؤون العامة وكل تبعيات الأحوال المدنية والتي تقدر ب 35 معاملة تقريباً.
كذلك من ضمن المهام المنوطة بداخلية محافظة غزة مهمة الإشراف على الجمعيات المرخصة من قبل وزارة الداخلية و التي تقدر بـ 530 جمعية في مدينة غزة أي ما يوازي نصف الجمعيات المسئولة عنها وزارة الداخلية في قطاع غزة كله، إضافة لذلك من مهام داخلية غزة استخراج جوازات السفر و قبول معاملات جواز السفر ومن ثم إنجازها حيث أن مدينة غزة والتي نحن بصدد الحديث عنها حدودها من وادي غزة وحتى شارع الصفطاوي، ومن الشارع الموازي لبحر غزة امتدادا للخط الشرقي في الشجاعية بمعنى ان داخلية غزة تشكل الشق الأكبر من القطاع و مسئولة عن كل ما تم ذكره سابقا من معاملات تخص المواطنين والجمعيات
** لو سألنا عن أهم الإنجازات التي تم إنجازها في الفترة الأخيرة ؟
بالنسبة للإنجازات التي تمت منذ تولينا منصب مدير عام داخلية غزة وذلك من 9/2006 وفي ظل الحكومة العاشرة وبناء على توجيهات معالي وزير الداخلية الأستاذ سعيد صيام، وبناء على ترسيخ مبدأ التغيير والإصلاح الذي يجب أن يلمسه المواطن نظرنا إلى المؤسسة بعمل مؤسساتي محض بعيدا عن كافة التوجهات السياسية أو المناكفات السياسية .
حيث سعت داخلية غزة لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين في أسرع وقت، فأصبحت المعاملة التي تنجز في أسبوع تنجز ما قبل الأسبوع، والمعاملة التي تنجز في عشرة أيام تنجز قبل أسبوع مثال ذلك جواز السفر في ظل الظروف الطبيعية وفي ظل وجود دفاتر الجوازات لدينا في قطاع غزة المواطن العادي أصبح يستلم جواز سفره في حدود 3 أيام بالحد الأقصى، ناهيك عن المعاملات الاستثنائية وأقصد بالاستثنائية الحالات المرضية، كحالات عاجلة بسبب ظروفها القاهرة.
وأضاف حمادة أن ذلك يعود إلى تضافر مجهودات كافة الإخوة العاملين الموظفين في المديرية حيث أن الإخوة الموظفين جميعا دون النظر لأي لون سياسي يعملون بجد واجتهاد ويسعون لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وفق المنظور الصحيح والسليم.
** هل هنالك مخططات لتطوير عملكم وما هي هذه المخططات ورؤيتكم لتسهيل مهام العمل ؟
بفضل الله عز وجل يوجد لدينا طاقم في داخلية غزة من الكفاءات المميزة الذين يسعون لتطوير العمل وتقديم مقترحات جديدة لتنفيذها على ارض الواقع، وبالفعل هنالك متابعة، ومقترحات وتطوير في العمل و الأداء بحيث تنجز معاملة المواطن في أسلم الصور وأضيق الحدود دون إرهاق المواطن . على سبيل المثال كان الموظف يستلم المعاملة دون النظر إلى حيثيات هذه المعاملة لكن الآن الموظف لديه الخبرة والكفاءة فلا يركن إلى غيره وإنما يدقق في المعاملة ويراجعها وبالتالي يوفر الوقت على المديرية وعلى المواطن .
وأردف حمادة أن هناك بعض الدورات قامت بها داخلية غزة وبعض التوجيهات اللازمة، بالإضافة إلى محاولة تطوير نظام محوسب لتطوير هذا العمل بمجهودات فردية وشخصية أحيانا ونحن نقوم بتشجيع هذه المجهودات واعتمادها ونلمس بعد ذلك بحمد الله تحسن في الأداء والعمل، واستطيع أن أؤكد أن هنالك تطوراً بالأداء بفضل الله عز وجل وهذا ليس مدحا لنا، إنما مدحا لكافة الإخوة القائمين على هذا الأمر في المديرية والذين يتفانوا في عملهم، لخدمة المواطنين .
** ما هي أهم الصعوبات التي تواجهونها في عملكم وكيف أثر الحصار وإغلاق المعابر على طبيعة عملكم ؟
بالنسبة للصعوبات بشكل عام هي نفس الصعوبات التي من الممكن أن تواجه أغلب الوزارات والمؤسسات الحكومية الموجودة في السلطة الفلسطينية، من الإمكانات المتوفرة سواء في الكادر البشري ، والكادر التقني ، حيث الإمكانيات لدينا متواضعة حسب ما هو متوفر لدى السلطة الوطنية وذلك منذ تاريخ مضى، نحن نسير ونعمل وفق ما هو موجود بين أيدينا في أفضل صورة ممكن أن نقدم فيها خدمة للوطن والمواطن، في ظل الحصار الإمكانات قلصت إلى أبعد أو إلى أدني مستوياتها حيث أننا نعمل بأقل الإمكانات و الموارد و الأدوات ولكننا مستمرين ونواصل العمل رغم قلة الإمكانيات التي تصلنا ولكن الحصار ضغط علينا بشكل كبير ولكن بإذن الله لن يكسرنا حتى لو جلسنا على الأرض وافترشناها وبدأنا ننجز معاملات المواطنين.
** هل الموظفون الموجودين مؤهلون للعمل خاصة بعد استنكاف الموظفين السابقين وهل تم تأهيل الموظفين الجدد ؟
سؤالك من شقين : الشق الأول هل تم تأهيل موظفين جدد بدل المستنكفين، والسؤال الثاني هل الموظفون الموجودون مؤهلون ؟، أقول أن الموظفين الموجودين مؤهلون جدا وذوو كفاءة وخبرة حيث أن أغلبهم من الذين أقيمت داخلية غزة على أعتاقهم أي من القدامى، وبعد أحداث 14/6/2007 حضر لدينا عدد من الإخوة المتطوعين وتم التعامل معهم بأريحية من قبل الإخوة الموظفين القدامى وأعطوهم ما لديهم من خبرة وكان هؤلاء الأخوة في الحقيقة مميزين في تلقي المعلومات وفي أدائهم للعمل بمعنى أننا كنا نعمل ضمن فريق عمل كامل متكامل من القدامى والملتحقين بهم ونؤكد أننا في مديرية داخلية غزة تحديدا لم يستنكف عن العمل سوى ثلاثة من الموظفين القدامى وهؤلاء استنكفوا أو لم يستنكفوا هم بذاتهم قبل استنكاف مستنكفين.
** بخصوص شكاوى المواطنين كيف تتعاملون معها؟ وهل يوجد شكاوى للمواطنين؟
طبعا لو اجبنا بأنه لا يوجد شكاوى للمواطنين معنى ذلك أننا نعيش في برج عاجي ولا نتعامل مع المواطنين . نحن لدينا عدة أماكن ممكن أن يقدم المواطن فيها شكوى في بداية الأمر في الدائرة التي قدم فيها المعاملة ممكن أن يتم استقباله من قبل الموظف المختص بذلك، وإن عجز الموظف أن يعطيه الجواب أو يعطيه الرسالة اللازمة يتم تحويله للأخ مدير الدائرة وإن عجز عن ذلك يتم قدومه إلينا بشكل مباشر، هذا عدا الإخوة المواطنين الذين يأتون إلينا بشكل مباشر، نحن نتعامل بسياسة الباب المفتوح وليس لدينا أي باب موصد، يعني المواطن منذ بداية طباعة أول حرف في معاملته خارجا، وصولا إلى مكتبنا لا يتم إيقافه ضمن أي منظومة أو أي شكل من الأشكال، سياسة الباب المفتوح هي سياسة نعتمدها بعملنا ونعتمدها ضمن مؤسستنا والتوجيهات الصادرة للزملاء الموظفين أن المواطن صاحب العلاقة دائما على حق وفق ما تقتضيه المصلحة العامة، ويجب علينا أن نتعامل مع المواطن وفق أبهى الصور التي يشعر بها وإن كان هناك بعض الاستثناءات التي ممكن أن تبرز ويتم معالجتها بكل أريحية ولا يخرج المواطن من مكتبنا إلا وهو راض وذلك بإذن الله عز وجل وتوفيق من الله.
** بالنسبة لموضوع لم الشمل هل من إحصائية رسمية عن عدد الأفراد الذي لا يملكون رقم وطني فلسطيني (هوية) وكم عدد الأشخاص الذين حصلوا على لم شمل ؟
موضوع لم الشمل بالتحديد هو من ضمن المواضيع المهمة والتي تعني المواطنين لاسيما أن هناك موافقات حدثت في الفترة الأخيرة من الجانب الإسرائيلي لتبييض الأعداد الموجودة في فلسطين المحتلة في الضفة الغربية و قطاع غزة.
معنى تبيض هؤلاء المواطنين أي حصولهم على رقم وطني فلسطيني، وبدأت مشكلة هؤلاء المواطنين بعد ما جاءوا إلى قطاع غزة أو إلى الضفة الغربية ضمن تصاريح زيارة عندما كان الجانب الإسرائيلي متواجد في معبر رفح أو في معبر جسر الملك حسين في الأردن ولكنهم تخلفوا عن العودة إلى الأماكن التي كانوا يقطنون بها .
وأصبحوا مواطنين دون أن يكون لديهم هوية أو رقم وطني فلسطيني ونسبة هؤلاء المواطنين في قطاع غزة ما لا يقل عن 23 ألف مواطن، تم الحصول على 7500 موافقة منهم فقط . يضاف إلى هذا العدد المواطنين الذي سقطت مواطنتهم وهم مقيمون أصلا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بسبب عدم تحديث بياناتهم لدى الطرف الإسرائيلي ففي سنة 1988 م طلب الجانب الإسرائيلي من كافة المواطنين بتغيير بطاقة الهوية الى البطاقة الحمراء و من لم يغير فقدوا الرقم الوطني فقدوا المواطنة لهذا هناك مواطنون يسكنون في أطراف المدينة لا يسجلوا أصلا مواليد ولا يسجلوا هويات وبالتالي لا نجد عددا من ذلك المضمار لا نقول أنها تشكل عدد كبير جدا ولكن هناك عدد يعني لو نظرنا إلى الأعداد غير حاصلة على بطاقة الهوية ممكن أن نقول ما يقارب 40 أو 50 ألف موجودين في قطاع غزة، فتم إسقاط بياناتهم من الحاسوب إضافة إلى بعض الأشخاص ضمن فتحات المعابر التي حدثت يعني بمعنى أنه حاصل على البطاقة الخضراء بمعنى، الرسمين الذين دخلوا بتصريح زيارة هم 23ألف، تم الموافقة على 7500 في قطاع غزة .
** بالنسبة لموضوع جواز السفر ونفاد النسخ من دفاتر الجواز كيف تتعاملون في مثل هذه الظروف غير الاعتيادية ؟ وكيف تتواصلون مع رام الله بخصوص هذا الموضوع ؟
موضوع جواز السفر بالتحديد هو من أكثر القضايا الحساسة التي تحدث عندنا في الداخلية خاصة في الآونة الأخيرة ، بعد أحداث 14/06/2007م أصبح العالم الخارجي لا يتعامل بشكل مباشر مع الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، ومعاملته الرسمية ضمن المنظور الأمريكي والإسرائيلي كذلك السفارات الخارجية تتعامل مع حكومة رام الله.
وبالنسبة لجواز السفر الفلسطيني في الأصل الدفتر الفارغ أي النسخة الفارغة تطبع في فرنسا، حسب طلبية بأعداد ضمن منظومة دولية متفق عليها .
وبعد أحداث 14/6/2007 بفترة استنفذت دفاتر الجواز وتم التواصل مع الضفة الغربية إلى فرنسا، و قامت فرنسا بإرسال ما يقارب 250ألف نسخة من دفاتر الجوازات للضفة الغربية وقطاع غزة . و لم نحصل إلا على 11 ألف من ما يقارب 250 ألف نسخة
الجدير بالذكر أن قطاع غزة يحتاج وفي ظل الظروف الطبيعية من 700 إلى 1000 نسخة يوميا هذا ضمن الظروف الطبيعية وهذا وفق الإحصائيات السابقة لدينا.
وضمن ظروف إغلاق المعبر تقلصت الأعداد بشكل كبير فنحتاج إلى ما لا يقل عن 250 إلى 300 جواز سفر للحالات والتحويلات المرضية و الحالات الدراسية والإقامات في الخارج ومنها تجديد الجوازات للمقيمين في الخارج أصلا وهدا يعني أننا بحاجة عن ما لا يقل عن 300 نسخة لا بد أن تكون متواجدة لدينا يوميا.
والمشكلة في إرسال دفاتر الجوازات ناتجة عن أسباب سياسية وتدخل ضمن المناكفات السياسية والضغط السياسي و لكننا نحرص على استمرار التواصل بشكل دائم ومستمر عبر القنوات الصحيحة والرسمية من اجل توفير نسخ من دفاتر الجوازات الفارغة و نحن ننتظر في هذه الفترة بتزويدنا بكمية لتغطية الحجاج مثلا والطلبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة المقيمين في الخارج الطلبة الذين يريدون استكمال دراستهم ونأمل من الله أن تصل في اقرب وقت ممكن.
** هل هناك موعد محدد لإرسال هذه النسخ من رام الله؟
لا ليس هناك تاريخ أو موعد محدد لإرسال النسخ ونأمل بأن يكون في أسرع وقت ممكن .
وفي نهاية القاء طالب الأستاذ حمادة بتحييد العمل المؤسساتي عن المناكفات السياسية متمنيا أن يتم العمل في ظل المنظومة المؤسساتية بعيدا عن أي لون سياسي، قائلا ً ما أوصي به نفسي أولا أوصي كافة الزملاء بكافة الألوان والأطياف السياسية أن السياسة ليس مكانها في المؤسسات ولا الوزارات، السياسة مكانها في أروقة السياسة أو الانتماء السياسي الذي تنتمي إليه ولكن العمل هو عمل مقدس حثنا عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم وحثنا عليه القرآن الكريم بتوجيهات من ربنا عز وجل، وحثنا به أيضا كافة الإخوة المسئولين الذين يخافون الله في هذا المكان، لذلك ما أقوله المواطن صاحب حق و يجب أن يحوز على حقه ولا بد أن نحرص على ذلك وأن نكون فلسطينيين وليس حزبيين لأن المواطن له حق في فلسطينيته وله الحق في مواطنته وله الحق في أن تقدم له كل الخدمات في أفضل طريقة .
ورسالته لكل فلسطيني أن يحب فلسطين كما هي وأن يعمل على إعلاء راية الله أولا ثم على إعلاء العلم الفلسطيني في ألوانه الزاهية وليس بالألوان الحزبية .
الأحد 13 يوليو 2008, 10:38 am
