يوم حافل للرئيس اللبناني ميشال سليمان في باريس، أثناء حضوره قمة الاتحاد من أجل المتوسط والتي تعد أول ظهور له في محافل دولية.
وقد أكد سليمان خلال القمة على أهمية استرجاع مزارع شبعا بالدبلوماسية أولا وإلا فيكون الاتجاه إلى حمل السلاح من اجل استعادة جزء من الوطن لا يمكن التخلي عنه.
وقد أكد المراقبون على أن سليمان بذلك يؤكد وبوضوح أهمية الحوار حول سلاح المقاومة وضرورة الولوج الى نقاش الاستراتيجية الدفاعية التي من شأنها احتواء المقاومة ضمن الدولة التي يعود لها حق امتلاك السلاح وقرار الحرب والسلم.
أما المشهد في العاصمة الفرنسية أمس فقد احتوى على العديد من الأخبار الهامة فساركوزي سيتوجه إلى العاصمة السورية دمشق في أيلول المقبل، والمعلم في بيروت في الأيام المقبلة لتوجيه دعوة الى الرئيس سليمان لزيارة دمشق، ولقاء ثان بين سليمان والاسد بحث في ملف إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وفي ملف المفقودين اللبنانيين في سورية.
وأوسع من هذا المشهد في العاصمة الفرنسية كان لقاء بين الأسد والأمين العام للأمم المتحدة منع تيري رود لارسن من حضوره، ولقاء بين الاسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الوسيط بين دمشق وتل ابيب في المفاوضات غير المباشرة.
وكان الرئيسان اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الاسد التقيا للمرة الثانية خلال يومين في باريس على هامش قمة 'الاتحاد من أجل المتوسط' حيث تم التباحث في العلاقات الثنائية و'كل القضايا العالقة' بين البلدين.
وقد بحث الرئيسان مسألة تبادل السفارات وقالا ان 'آلية لفتحها ستدرس'.
من جهة اخرى، قال المسؤول الإعلامي في القصر الجمهوري اللبناني رفيق شلالا ان الجانبين اتفقا على أن يقوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة الى بيروت لتسليم دعوة للرئيس سليمان لزيارة سورية، قبل زيارة للأسد الى بيروت، من دون تحديد مواعيد لذلك.
وأضاف ان الرئيس السوري اكد 'دعمه لاتفاق الدوحة والحوار الوطني'.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أعلن السبت أن الأسد وسليمان اتفقا على إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، للمرة الاولى منذ استقلال سورية ولبنان منذ ستين عاماً.
وأوضح شلالا ان الاسد وسليمان بحثا في 'مسألة المفقودين اللبنانيين' في سورية الذين يقدّر عددهم بنحو 650 شخصاً، موضحاً ان الرئيس السوري 'اكد اهتمامه بمتابعة الموضوع مع الجهات المختصة'.
وأضاف ان الأسد وسليمان بحثا في 'العلاقات الاقتصادية ومسألة المازوت والرسوم على الشاحنات والآلية التي ستوضع لمعالجة وضع الحدود بين البلدين'. وعقب لقائه الأسد، صرح الرئيس اللبناني انه لا يستبعد 'العمليات العسكرية' لتحرير مزارع شبعا من الاحتلال الاسرائيلي اذا فشلت الجهود الديبلوماسية وتطبيق القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701.
وقال سليمان للصحافيين رداً على سؤال عن 'الطريقة لاستعادة الاراضي اللبنانية' التي تحتلها اسرائيل 'أولاً تستعاد بالديبلوماسية وتطبيق القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701'.
وأضاف 'اذا فشلت الدبلوماسية تأتي العمليات العسكرية'.
وفي سياق متصل، رحّب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والمفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر بإعلان لبنان وسورية اتفاقاً على حصول تبادل ديبلوماسي بينهما.
وقالت المتحدثة باسم سولانا، كريستينا غالاش، لوكالة الصحافة الفرنسية 'انه امر ايجابي جداً. انها خطوة ستساعد على استقرار الوضع ليس فقط في لبنان إنما في كل المنطقة'.
وقالت فيريرو فالدنر رداً على سؤال عن الموضوع على هامش قمة إطلاق 'الاتحاد من اجل المتوسط' في باريس، 'اعتقد انه امر مهم جداً'، مرحبة بالدور الذي قامت به دمشق في حل الازمة اللبنانية
من جهة اخرى، التقى الرئيس اللبناني رئيس البرلمان الاوروبي هانس غيرت بوترينغ، وتناول البحث العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ولبنان على مختلف الأصعدة.
وقال شلالا ان المحادثات تناولت ايضاً 'حضور مراقبين اوروبيين للانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري في لبنان في 2009 على غرار ما حصل في الانتخابات السابقة'.
وأوضح ان سليمان ابلغ بوترينغ ان 'لبنان سيضع قانوناً جديداً للانتخابات النيابية ستتم على أساسه الانتخابات المقبلة وهو قانون تم التوافق عليه بين الأفرقاء اللبنانيين وسيتضمن إصلاحات عدة ضرورية لإجراء انتخابات نزيهة'
الإثنين 14 يوليو 2008, 12:53 pm
