أطفال غزة بين الفلتان البحري والسباحة في المجاري !! بقلم د\ ناصر إسماعيل جربوع00 انتهي العام الدراسي في قطاع غزة، بكل أعباءه وثقله وهمومه , وفي ظل تجربة جديدة وصراع مرير مع المنهاج الفلسطيني الجديد ،وشكوى الطلاب من ثقل الامتحانات فى جميع مراحلها ؟!
والآن جاءت مرحلة العطلة الصيفية بما تحمله من هموم، وانتظار المصير المجهول للشعب المنكوب في قطاع غزة المقطوع عن العالم 000نعم مقطوع عن العالم بما تحمله هذه العبارة من أبعاد جغرافية وسياسية وبيئة 000
ومع كل هذه الآلام، يسعى الآباء للترفيه عن أبنائهم في ظل الخناق الاقتصادي، وانعدام الدخل للعديد من العائلات، وتفشى البطالة المطلقة والمقنعة، يبحث الآباء عن أماكن هادئة، ورخيصة جاهدين لرسم البسمة المفقودة علي شفاه أطفالهم المحرومين من طفولتهم المسلوبة عنوة0000
وبعد جهد وتفكير مضني، ووضع خطة أسرية خمسيه !! لا يجدوا أمامهم إلا البحر- لان البحر هو المتنفس الوحيد لأهلنا في القطاع !! ؟ نعم انه البحر!! بحر غزة إن صح التعبير أن نسميه بحر!!! ويا لحسرة أهل غزة البحر الملوث من أمامهم والعدو من خلفهم ؟!!! والقناديل البحرية الحاقدة المتربصة بمساكين غزة من تحتهم، لتبدأ جولات اللسع لجلود المواطنين المقشبة، وكأنها تتآمر مع الأمريكان واليهود، وارويا لتفرض علينا حصار آخر فوق الحصار ؟!!0000000
توجهت بالأمس إلى شاطئ بحر غزة ،بصحبة أولادي عسى أجد متنفسا لي ولهم، ولكن عجبا ما رأيت وما سمعت !!!!!!
شاهدت أيها الإنسان العربي --- شلالات من المجاري والمياه العادمة ، والصرف الصحي تنحدر إلي شاطئ البحر مع هبوب رياح محلية دائمة محملة بروائح كريهة جدا مع احتمال سقوط أطفال المنطقة بوحل الأمراض الخطيرة المعدية شتاءا القاتلة صيفا؟!00000
أخي الإنسان- نعم الإنسان- بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني ربانية , حقا صعقت من هول المشهد!! ملايين من الديدان القاتلة تتراقص علي شواطئ غزة، والبحر هناك يبكى!! لأنه نسى لون بشرته الزرقاء الأصلية 00 ،وقفت حائرا سائلا أين نذهب يا عالم حتى البحر أصبح حراما علينا ، ألا يكفى أن هواء غزة ملوث من زيت القلي المستخدم في مواتير السيارات ، وأصبحت الأم الفلسطينية تبحث عن كراتين فارغة لإعداد الشاي أو طهي ما تيسر من طعام لأبنائها ؟؟!!----- وبينما كنت في شدة ذهولي قابلت رجل طيب، رسمت علي وجهه تضاريس الإنسان الفلسطيني المكافح للوصول إلي لقمة العيش يدعي ابو سامي ،وسألته عن هذه الكارثة البيئية، ومن المسئول؟ فأجاب بكل مرارة أأتهم من؟! ومن؟! أأتهم الوزارات؟ أم البلديات فالكل مشترك بالجريمة0000؟! وأردف أبو سامي قائلا نحن في قطاع غزة تربطنا بهذا المكان عواطف تاريخية، وأبعاد زمانية ومكانية، ولكن هناك من يسعي لدفن هذه الأبعاد!!
أيها المسؤلون ----أيها المتنفذون--- أيها المتناحرون علي المناصب الوهمية، والكراسي الورقية ،إن كانت نسائكم، وأطفالكم يقضون إجازاتهم في منتجعات خاصة ، لأنكم تملكون من النعيم والعز والجاه والسلطان 00000فان أطفال المخيم يذهبون مشيا علي الأقدام آلاف الأمتار!! حتى يجدون متنفس لآلامهم، و انتم تعلمون انه والحمد لله لا يوجد في مخيماتنا أي نوع من المنتزهات!! ولا حتى مرجيحة واحدة؟؟000 لان هذا حرام وعيب حتى تظل المخيمات رمز القضية وعنوان التحدي والصمود !!!!!!!!!؟؟0
أين انتم يا رؤساء بلديات قطاع غزة ؟؟؟أين أنت يا وزير البيئة والصحة ؟؟ أين أنت يا وزير الحكم المحلي؟؟ وأنت تعطي تراخيص لإقامة منتجعات بجوار المجاري دون أن تضع الحل الجذري !! أم جمع الأموال والرسوم أهم من حياة المسلمين الفقراء يا سيدي ؟؟!! 00
أم الأمر بعيد عن أطفالكم وسحقا لأطفال المخيمات00000؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
إخواني ---- أرجوكم أغيثوا أطفالنا --- إخواني الكتاب الفلسطينيون والعرب، وغيرهم من المخلصين، ألا يكفي ما يعانيه أطفالنا من حصار وجوع وموت بطيء بشكل يومي ، ألا يكفى نقص الدواء واستفحال الداء !!؟ أغيثونا بأقلامكم النظيفة علي الأقل، من هذا الفلتان البحري، وامنعوا ظلم بلدية غزة وتصرفها الجائر علي منطقتنا ، أم أصبحت منطقتنا الجميلة مكب لنفاياتهم ومرتعا للبعوضة الحائرة -------
ارحموا أطفالنا - أنقذوهم من الضياع والأمراض والموت المحتم يرحمكم الله00000000
أطفالنا يسبحون في المجاري، ألا يكفيهم ما عانوه من سنوات الحرمان الإحتلالي 00 أرجوكم اذهبوا إلي شاطئ النصيرات وشاهدوا واحكموا000
الإثنين 14 يوليو 2008, 12:56 pm
