قالت صحيفة صندي تايمز البريطانية ان الرئيس الامريكي جورج بوش ابلغ الحكومة الاسرائيلية عن استعداده للموافقة علي عمل عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية، في حال فشلت المفاوضات الحالية مع طهران.
ونسبت الصحيفة إلي مسؤول امريكي، رفضت الكشف عن هويته، القول إن الرئيس بوش أعطي الضوء الكهرماني لخطة إسرائيلية لضرب المواقع النووية الرئيسية لدي إيران عن طريق غارات جوية بعيدة المدي، وهذا الضوء يعني أن علي الإسرائيليين أن يتخذوا الاستعدادات المطلوبة ويتهيأوا للهجوم ويبلغونا عن موعده رغم اعتراض جنرالاته . وقال المسؤول الامريكي ان اللون الكهرماني يعني امضوا قدما في تجهيزاتكم وان يكونوا مستعدين لاصدار الاوامر او اخبرونا متي تكونون مستعدين .
ويعتقد ان بوش لن يعطي الضوء الاخضر بدون ادلة قوية علي مخاطر ايران. خاصة ان واشنطن تراقب المناورات العسكرية الايرانية الاخيرة والتي تعتبرها استفزازية، مع ان البنتاغون والمخابرات المركزية سي آي ايه قد توصلتا لنتيجة ان مناورات وتصعيد ايران خطاب المواجهة لا تشكل تهديدا محتوما في الوقت الحالي. وقال المسؤول ان الامر في النهاية بيد اسرائيل لان الادارة قررت عدم توجيه ضربة لايران واتخذت قرارا بهذا الاتجاه مضيفا ان الرئيس مهتم لوجود تهديد نووي علي اسرائيل، واعرف انه يؤمن بعدم وجود حل الا القوة لردع ايران . وحتي الآن لم تقدم اسرائيل لبوش اية خطة مقنعة لبوش مشيرا الي انه لو لم توجد خطة قوية فالضوء الكهرماني لن يتحول لاخضر.
واضاف المسؤول الامريكي أن الإسرائيليين أُبلغوا أيضاً بأنهم لا يستطيعون أن يتوقعوا الحصول علي مساعدة من القوات الامريكية ولن يكون بمقدورهم استخدام القواعد العسكرية الامريكية في العراق لأغراض الدعم اللوجستي، وصارت المسألة بيد الإسرائيليين لأن هذه الإدارة (بوش) لن تهاجم إيران واتخذت قراراً بهذا الشأن .
واعترف المسؤول الدفاعي الامريكي بـ وجود مقاومة ضد مهاجمة طهران داخل البنتاغون من ضباط قلقين من طبيعة الرد الإيراني يعارضون خطط الهجوم لأنها في اعتقادهم ستعرّض حياة جنودنا للخطر في العراق وأفغانستان، وأن المسؤولين الامريكيين من تيار الصقور يعترفون في قرارة أنفسهم أن إسرائيل ستواجه أصعب مهمة عسكرية من نوعها منذ إنشائها قبل 60 عاماً إذا ما اقدمت علي مهاجمة إيران .
وقال لا احد هنا (الولايات المتحدة) يتحدث عن شيء أكثر من تأخير البرنامج النووي الإيراني، لكن إسرائيل تحتاج إلي عرقلة هذا البرنامج خمس سنوات كي يُعتبر أي هجوم تشنه ناجحاً .
من جانبه اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاحد ان القوات المسلحة الايرانية ستقطع يد اعدائها اذا تجرأوا علي مهاجمة المنشآت النووية في البلاد، وسط تزايد التوترات مع الغرب في اعقاب تجارب صاروخية بالستية ايرانية.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن احمدي نجاد قوله قبل ان يضع الاعداء الاصبع علي الزناد، فان القوات المسلحة الايرانية ستقطع ايديهم .
وتأتي هذه التصريحات بعد ان اجرت ايران قبل يومين تجارب علي صواريخ بالستية في اطار مناورات عسكرية ما زاد من حدة التوتر بينها وبين الدول الغربية التي تتهم ايران بالسعي الي امتلاك اسلحة ذرية.
ونسب إلي مسؤول إيراني رفيع قوله السبت ان إيران ستدمر إسرائيل و32 قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط إذا تعرضت لهجوم بسبب أزمة برنامجها النووي.
ونسبت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إلي مجتبي ذو النور قوله في خطبة إن الولايات المتحدة تعلم تماما أنه مع أقل إجراء يتخذ ضد إيران لن تكون إسرائيل و32 قاعدة عسكرية أمريكية خارج مرمي صواريخنا وستدمر .
وذو النور هو نائب ممثل الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي في الحرس الثوري.
الي ذلك قال محافظ ايران في منظمة (اوبك) ان صادرات النفط من كل منطقة الخليج ستكون في خطر اذا تعطلت صادرات ايران بسبب اي تهديد.
واضاف محمد علي خطيبي لـ رويترز في مقابلة هاتفية اذا حدث تهديد في منطقتنا فلن يكون ذلك ضد صادراتنا فقط .
وتابع سيؤثر علي المنتجين الآخرين وليس ايران فقط. اعني مصدري النفط العراق والكويت والسعودية وقطر والامارات العربية المتحدة. اي مشكلة من الولايات المتحدة او اسرائيل للمنطقة ستكون تهديدا لاربعين في المئة من كل النفط المتداول في العالم .
وقال خطيبي ان التصريحات المولعة بالقتال من مستهلكين للنفط تتسبب في رفع الاسعار اكثر من اي مشاكل متعلقة بالامدادات. واضاف ان المنتجين يضخون نفطا اكثر من اللازم في الاسواق العالمية.
واضاف هذا ليس وقت احداث المزيد من التوتر في المنطقة .
وفي وقت لاحق أعلن نجاد امس الأحد أنه مستعد للقاء نظيره الأمريكي جورج بوش في اجتماع مباشر من دون وساطة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ارنا عن نجاد في رد علي سؤال عما إذا كانت هناك رغبة أمريكية وإيرانية بإجراء محادثات، إنني مستعد لإجراء مباحثات مع السيد بوش مباشرة .
وأردف كما أعلنت سابقاً فإننا لسنا بحاجة إلي وسيط لإجراء مباحثات مع الآخرين .
وقال إذا دعت الحاجة فسنتباحث مع امريكا مباشرة .
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة امس ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك سيقوم هذا الاسبوع بزيارة لواشنطن سيحاول خلالها اقناع الادارة الامريكية والرأي العام بالحاجة الي اتخاذ سياسة اشد ضد طهران.
وتأتي زيارة باراك بعد وقت قصير من محادثات مشابهة اجراها مدير الاستخبارات (الموساد) مائير دوغان كما سيقوم رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكنازي بزيارة لواشنطن قريبا.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأحد، إن ضابطا كبيرا في الجيش الإسرائيلي اتهم إيران بتقديم المساعدات والخبرات لحزب الله للتصنت على الاتصالات داخل الجيش الإسرائيلي، مما حدا بالجيش الإسرائيلي إلى تشديد تعليمات حماية المعلومات. ونقلت مواقع صحافية مختلفة " واللا، يديعوت، ومعاريف" عن الضابط المذكور قوله إن خبراء إيرانيين ساعدوا حزب الله على تحسين قدراته على التنصت والتجسس. ويدعي الجيش الإسرائيلي، أن حزب الله يحاول اختراق الشبكات الالكترونية للجيش الإسرائيلي في الحدود الشمالية. ووفقا لأقوال ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، فإن حزب الله يحاول استقاء معلومات عن نشاطات قوات الجيش الإسرائيلي، عبر محاولة اختراق الشبكات الإسرائيلية، فيما يحاول الجيش الإسرائيلي من جهته منع تسرب المعلومات، لدرجة قبامه بتشفير أجهزته المعلوماتية وشبكات الاتصال اللاسلكي في شمالي إسرائيل.
ونقل موقع واللا عن الضابط الإسرائيلي قوله، إن الفرضية الأساسية التي توجهنا في عملنا هي أننا لا نتعامل مع قدرات وأجهزة طورها حزب الله ، وإنما مع أجهزة تم تطويرها في إيران ونقلت إلى لبنان، ونحن نعتقد أن يوجد عند حزب الله خبراء إيرانيين يساعدونه في تطوير هذه القدرات، وأنه تم بذل جهد كبير لاستقاء معلومات عن قواتنا من خلال الأجهزة والمعدات المتوفرة لدينا".
وأضاف هذا الضابط يقول" إنه ومنذ الحرب على لبنان فإن الجيش الإسرائيلي قلق من هذا الأمر وقد قام بتشديد نظم حماية المعلومات في منطقة الشمال، وإلى جانب الخوف من اختراق منظومات المعلومات فإن الجيش الإسرائيلي قلق أيضا من التصنت على الاتصالات الهاتفية واللاسلكية بين وحداته المختلفة، وخصوصا تلك المنتشرة على جبل الشيخ وعلى الحدود مع سوريا ولبنان، وقد أصدر الجيش تعليمات لجنوده النظاميين بالتقليل قدر الإمكان من الاتصالات الهاتفية لأغراض شخصية خشية خرق تعليمات حماية المعلومات.
ضوء أميركي "أصفر" لضرب إيران
إلى ذلك وعلى صعيد آخر أبرزت مواقع إسرائيلية مختلفة، مثل هآرتس ويديعوت أحرونوت، تقرير صحيفة الصاندي تايمز البريطانية، حول إبلاغ الرئيس الأميركي، جورج بوش، الحكومة الإسرائيلية، أن من شأنه أن يوافق ويصادق على توجيه ضربة إسرائيلية لإيران، في حال أخفقت المساعي الحالية لثني إيران عن المضي في مشروعها الذري.
وكانت صحيفة الصاندي تايمز البريطانية قالت إن الرئيس الأميركي، جورج بوش، وعلى الرغم من المعارضة الشديدة في صفوف قادة الجيش الأميركي، وبالرغم من الشكوك بشأن احتمال موافقة الولايات المتحدة على المجازفة في مجال التداعيات والآثار الاقتصادية والعسكرية والسياسية، لمثل هذه الخطوة، فقد أعطى الرئيس الأميركي "ضوءا أصفرا" لإسرائيل بالاستعداد لشن الهجوم على إيران.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر رفيع المستوى في البيت البيض: "إن الضوء الأصفر يعني بدء الاستعدادات والتحضيرات لهجوم فوري وأن تخبروني عندما تكونوا مستعدين". ووفقا لصحيفة الصاندي تايمز فإن إسرائيل تستعد لشن هجوم جوي على إيران عبر رحلات بعيدة المدى، وأن الولايات المتحدة أبلغتها بألا تتوقع أية مساعدات من القوات الأميركية، وأنه لن يكون بمقدورها استخدام القواعد الأميركية في العراق".
وكان الجيش الإسرائيلي، نفى الجمعة تقارير صحافية عراقية قالت إن الجيش الإسرائيلي يعتزم استخدام القواعد الأميركية، لضرب إيران، فيما نقل مراسل صحيفة هآرتس، للشؤون العربية، يوآف شطيرن، في تقرير انفرد به، عن مصادر سياسية في القدس، أن مسؤولين من عدة دول عربية في الخليج، أبلغوا إسرائيل أنهم لن يعارضوا توجيه ضربة للنظام في إيران.
الإثنين 14 يوليو 2008, 1:06 pm
