يا جماهير شعبنا الفلسطيني / ستون عام مضت من عمر التهجير والتشتيت .. ستون عاما مضت علي أكبر وأطول مذبحة إنسانية عرفها التاريخ الحديث .. أو فيما صار يعرف بنكبة فلسطين ، ستون عاما انقضت ولم تنقضي معها معانيات الملايين من اللاجئين .. ستون عاما شهدت خلالها ملايين القصص من العذابات الإنسانية .. مهجرين ولاجئين ، مشردين في أسقاع الأرض من مخيم إلي مخيم .. ستون عاما والفلسطينيون يقدمون كل يوم التضحيات الجسام ، يحملون في أياديهم بقايا أوراق الطابو ، ويبيتون ليلهم وفي وهم يرتلون ترانيم العودة للوطن.
أيها اللاجئون في كل مكان / هذه سيرة الشعب الذي ُطرد عنوة من ارض الآباء والأجداد علي مرآي ومسمع من العالم الحر المتمدن دون أن يحرك ساكن ، سوي قرارات تلو قرارات لا تسو الحبر الذي كتبت به ، ولم يعود لاجئ واحد للديار وصار الفلسطيني عنوانا للشتات. ولم يكن مقبولا أن يبقي الفلسطينيون في حالة صمت وانتظار حتي يتعطف العالم ويهبه الحقوق المسلوبة ، بل قرر سريعا أن يأخذ زمام المبادرة ، فحمل عنفوانه وخرج معبرا عن ذاته والهوية ، وانطلقت الثورة الفلسطينية المسلحة ، التي نقلت القضية الفلسطينية من قضية لاجئين ينتظرون حصتهم من التموين علي أبواب الأمم المتحدة إلي قضية وطن مسلوب وحرية ، وأصبحت الثورة عنوان للعودة تحمل معها معاني الثبات والتجذر في الأرض ، وكلما سقط شهيد آخر أو غاب نهار آخر ازدادت غربتنا نهار ... واقتربت عودتنا نهار . واستمر الحلم الفلسطيني المتنامي ليحمل الأجداد قصص للآباء ومنهم للأبناء والأحفاد، وتظل مفاتيح البيوت العتيقة شاهدا من شواهد العودة الحتمية.
أبناء شعبنا الصامد / في هذه الذكر تحديدا يجتمع رؤساء وزعماء العالم في دولة الكيان الغاصب لكي يحتفلوا بقيام دولة إسرائيل ، بما تحمله من أبعاد سياسية تكرس واقع الاحتلال القائم علي أرضنا الفلسطينية ، فبئس الحفل وبئس المحتفل وبئس المحتفل بهم ، ولو اجتمع العالم كله ليحتفل فلن يثني شعبنا عن مواصلة حقه في النضال المشروع من اجل الحرية والدولة والعودة.
ونحن نستذكر النكبة وآلامها ، فإننا اليوم وفي الذكري الستين للنكبة نعيش نحن الفلسطينيون نكبة هي اشد واقسي وأكثر إيلاما ، وهي نكبة الانقلاب الذي شارف علي عامه الأول ، هذا الانقلاب الذي زاد نكبتنا نكبات ، وزاد من معاناتنا معانيات ، ومزق النسيج الوطني والاجتماعي ، وأوصل القضية الفلسطينية إلي منحنيات خطيرة تكاد تعصف بجوهر الصراع الوطني ، وإننا هنا إذ نؤكد من جديد علي حق شعبنا بالعودة وفق القرارات الدولية ، فإننا نؤكد علي ضرورة التراجع عن هذا الانقلاب الذي من شأنه أن يودي بالقضية الفلسطينية ، ويضيع معه كل معانيات شعبنا بشهدائه وجرحاه وأسراه ، ويطيل في عمر النكبة .
المجد كل المجد لشهدائنا الأبرار
الشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسري
وإنها لثورة حتى النصر
منظمة الشبيبة الفتحاوية
قطاع غزة