لا بدّ لنا من ان نعجب من تأثر العالم بدمعة طفلٍ ُكسرت لعبته فبكاها، لُيحضر له والده لعبة جديدة، أو نفذت الحلوى من بين يديه فبكى ُيريد المزيد...! دموع هذا الطفل يا سادة شدّت العالم بأسره...! أثرت فيهم جميعاً ووقفوا أمام صورته بالساعات يتأملونها متأثرين، متألمين، فما من بيت ندخله إلاّ ونجد صورة ذلك الطفل تتصدّر هذا البيت..... ولكن أين نحن من دمعة الطفل الفلسطيني ..؟!. أين نحن من دمعة أطفال البطولة والفداء الذين سطرّوا لنا التاريخ وأصبحوا الأسطورة.
معذرة، نسيت ان أطفال فلسطين لا يبكون كأطفال العالم، فهم لا يعرفون البكاء وأصبحت عيونهم مليئة بالتحدي بدلاً من الدموع، وهم ليسوا بحاجة للعبة أو علبة الحلوى وليسوا بحاجة للعطف والشفقة بل بحاجة ( لكنزةٍ ) ُيدفؤن بها أجسادهم الصغيرة أثناء قيامهم بمهماتهم الوطنية الكبيرة.
... هناك حيث ُيغادر الأطفال زمن المباغتة ويرتفعون فوق زمن التأكل والعنعنات ... أطفال يلبسون ثياب حربهم ليصنعون من حبال الموت مقاليع لحجارة ينتزعونها من بين جنازير الدبابات، ليقولوا لهم دباباتكم من حديد وإرادتنا من فولاذ.
أصوات غادرت التأتأه لتوها، ترتفع لتقول كل ما يجب أن ُيقال... .
فتجبر العالم كله على الألتفات إلى فلسطين... سواعد صغيرة لينة تخترق ركام التهاون والهوان العربي الرسمي لتعيد الشعلة إلى الأيدي المطفأة وتنير الحلم العربي الذي شارف على الإنكسار.