صـــبــ اح الـــــورد
... في فعل العطاء يتجلى أحلى سمات الحب الحقيقي بل أهم سماته
وهو التأكيد على حرية الانسان واستقلالية الطرف الأخر . أنا وأنت في
علاقة الحب الحقيقي ذاتان متفردتان مستقلتان حرتان . فاناأعطي
بمطلق حريتي . أعطي لأني حر... أعطي بارادتي ... أعطي لأني أخترت
أن اعطي ... أن أعطي لشخص معين بالذات .. شخص أنا اخترته ضمن
الملايين ... وحين قررت أن اعطيه ولا أنتظر مقابلا فهذا معناه
اعترافي بكامل حريته .. باستقلاليته ..بارادته .. عدم انتظاري ردا
لعطائي هو قمة اعترافي باستقلاليته هذا الانسان الذي احببته . أنا
اراه كذات مستقله .. كوعي حر .. كاراده مطلقه , ككيان , كوجود
كقوة . لذالك أنا لا أفكر أن أن أمتلكه ولا أريد أن أستحوذ عليه
أو أسيطر أو أهيمن على حياته . بل يسعدني أن يكون هكذا حرا . ولذا
فأنا لا أستخدم قوتي ولا نفوذي أو مالدي من قدرات للسيطره .
هناك آخرون في حياتي أستطيع أن اسيطر عليهم الا هذا الانسان الذي
أحببته . فلا ســـيــــطـــرة في الحـــب . لا قهر ولا أستغلال ولا
أستعباد . بل حرية , ارادة , استقلال , ايمان .
ان أعظم مايحصل عليه المحبوب من محبه هو حريته . ولذالك فهو ليس
بحاجه الى السيطره عليه .
لماذا الغيرة ؟ مالذي يخشاه الانسان من علاقة الحب الحقيقه.؟ ممن
يخاف .؟
.... انه يخاف أن يفقد هذا الحب . أن يفقد هذه الروح التي اقبلت
عليه بمحض ارادتها , وحريتها . في الحب أنت لاتشعر أنك أمتلكت
شخصا أوكيانا أوجسدا وانما تم اختيارك من قبل حرية .
من قبل روح سامية وأن هذه الحرية وهذه الروح أعطتك أسمى مافي
الوجود ... أعطتك نفسها ... أي سلمتك روحها وذاتها ... أنها
أحبتك....أحبتك كحقيقة شاملة متكاملة سامية وأن ذالك جعلك تشعر
بأن لوجودك في الحياة مبررا...... ولهذا ففي فقدك لهذا الحب
انتفاء لمعنى وجودك . ضياع نهاية . نهاية لكل معنى في الحياة .
... ولذالك فالالتصاق تأكيد للحرية وتعميق للارادة وتثبيت
اللاستقلاليةوتوكيد للفرد والتمييز
اذن أنا احب معناها أنا حر ... وانا حر معناها أنا قادر على الحب
ومؤهل له .
.. ولذالك لا عنف ولا انتقام في الحب الحقيقي حتى وان قسى احدى
الطرفين أو ابتعد او تسبب في ضرر غير مقصود . الحب الحقيقي لا يعرف
الا الرحمة والحنان . المحب يفهم سلوك محبوبه ويقدر ضروفه ويرجع
عنه أي اساءة منه الى دوافعها النفسية العميقة التي لا تنطوي أبدا
على سوء ظن أو قسوة حقيقية أو حقد أو شك في اخلاص .. ولا يفهم
المحبوب الا حبيبه . ول1الك لايوجد مايسمى بالمغفرة بالحب فالمغفرة
لا تكون الا لمن أساء اساءة حقيقية ولا اساءة حقيقية في الحب
الحقيقي .
ولذالك فالحب أهم حدث في حياة الانسان , ولا نتجاوز في
القول أن أهم ثلاثة أحداث أو تواريخ في حياة الانسان هي يوم مولده
ويوم موته , واليوم الذي يلقى فيه بنصفه الآخر بحبيبه ...
يوم تكتب له شهادة ميلاده المعنوي . يوم أ، يجد فيه مبررا لوجوده
يوم أن يجد معنى لهذه الحياة التي نحياها . قبل أن يحب كانت
الحياة باهتة مائعة وبعد أن أحب أصبحت تفيض سحرا يخلب العقل .
أصبحت باعثة على النشوى أصبحت تهز الوجدان . أصـبـحت الحياة حياة